تبيض لي دجاجتي في كل يوم بيضة وقبل ما تبيضها تقول كيكي كيكي وعندما - تعليم الأطفال القيم من خلال الشعر في المقررات الدراسية القديمة بالمغرب
البيت الشعري "دجاجتي"، الذي كان ضمن المقررات الدراسية القديمة في التعليم الابتدائي بالمغرب، يعكس بساطة المناهج التعليمية في تلك الفترة. حيث كانت تعتمد على القصص، والأشعار التربوية، التي تهدف إلى إيصال قيم وتعليمات أساسية للأطفال. هذه الأبيات تقدم نصا شعريا مليئًا بالحيوية والمرح، من خلال قصة بسيطة عن الدجاجة، التي تبيض وتصدر أصواتا. ما يجعلها قريبة من عالم الطفل وواقعه اليومي.
شرح البيت الشعري
"تبيض لي دجاجتي
في كل يوم بيضة
وقبل ما تبيضها
تقول كيكي كيكي
وعندما تبيضها
تقول كيكي كيكي"
يمكنكم في نفس الصدد قراءة مقال حول شعر مماثل من المقررات الدراسية القديمة في المغرب
أنا الفتى النظيف: دروس في النظافة والأخلاق من المقررات الدراسية القديمة في المغرب
المعنى والمضمون:
يتناول النص قصة بسيطة حول دجاجة تبيض يوميًا وتعلن عن ذلك بصوتها المعروف "كيكي كيكي". يركز البيت الشعري على تفاعل الطفل مع الحيوان (الدجاجة) في إطار طبيعي مألوف لدى الأطفال في القرى والمناطق الريفية بالمغرب، حيث كانت الدجاجة جزءًا من الحياة اليومية للكثير من الأسر.
"تبيض لي دجاجتي": هنا يعبر الشاعر عن علاقة الطفل بالدجاجة التي يعتبرها جزءًا من عالمه الصغير. عملية البيض تمثل جانبًا من الإنتاج الطبيعي الذي يرتبط به الطفل في حياته اليومية.
"في كل يوم بيضة": يعزز هذا الشطر مفهوم النظام والروتين اليومي، فالدجاجة تبيض كل يوم، وهو ما يمثل عادة منتظمة في حياة الطفل، ويساهم في تعليمه قيمة الانتظام.
"وقبل ما تبيضها تقول كيكي كيكي": الشطر هنا يضفي جواً من المرح، حيث يصور سلوك الدجاجة وهي تعلن عن قرب وضع البيضة بصوتها. هذا الأمر يخلق تفاعلًا بين الطفل والدجاجة ويجعله يتفاعل مع الأصوات المحيطة به.
"وعندما تبيضها تقول كيكي كيكي": استكمالاً للسياق السابق، هنا يظهر النص كيف تستمر الدجاجة في الإعلان عن عملية البيض، مما يعزز فكرة التواصل بين الطفل والمحيط البيئي من خلال الأصوات والأحداث اليومية.
المغزى والعبرة من البيت الشعري
النص الشعري يحمل رسائل تعليمية وأخلاقية بسيطة تهدف إلى ربط الطفل بعالمه الطبيعي، وتعزيز القيم المتعلقة بالانتظام والعمل والإنتاج. من خلال التركيز على قصة الدجاجة التي تبيض، يكتسب الطفل مفاهيم أولية حول:
التفاعل مع الطبيعة: النص يربط الطفل بحياته الطبيعية، فالدجاجة حيوان مألوف في البيئة اليومية، ويساهم هذا الربط في تعزيز علاقة الطفل بالطبيعة وتقديره لها.
قيمة الإنتاج والعمل: البيض يمثل ثمرة جهد الدجاجة اليومي، وبالتالي يتعلم الطفل أن لكل عمل نتيجة، وأن الجهد المستمر يُثمر في نهاية المطاف.
الروتين والانتظام: يتعلم الطفل أهمية الروتين اليومي من خلال ربطه بسلوك الدجاجة التي تبيض بانتظام. هذه القيمة مهمة لتطوير السلوك المسؤول والانضباطي عند الأطفال.
لماذا وُضع هذا النص في المقررات الدراسية؟
وُضع هذا النص الشعري في المقررات الدراسية القديمة لعدة أسباب تربوية واجتماعية:
تبسيط التعليم: كان الهدف الرئيسي من النصوص التعليمية في تلك الفترة تبسيط المفاهيم والقيم للأطفال من خلال موضوعات قريبة من حياتهم اليومية. ومن خلال قصة دجاجة تبيض، يمكن للأطفال بسهولة استيعاب القيم الأخلاقية والحياتية.
التربية من خلال القصص: يعتمد النص على أسلوب السرد القصصي البسيط، مما يسهم في جذب انتباه الطفل ويجعله أكثر ارتباطًا بالتعلم.
التفاعل مع البيئة: التعليم في تلك الفترة كان يركز على جعل الأطفال يتفاعلون مع بيئتهم المعيشية، والنص الشعري عن الدجاجة يعد وسيلة لربط الطفل بالعالم المحيط به.
الأثر التعليمي والتربوي
النص الشعري "دجاجتي" كان له أثر إيجابي على الأطفال في تلك الفترة من حيث:
غرس القيم: من خلال هذا النص، تم غرس قيم التفاعل مع الطبيعة، النظام اليومي، وفهم الإنتاج والعمل.
تعليم الأصوات: استخدم النص صوت الدجاجة "كيكي كيكي" كوسيلة لتعليم الأطفال الأصوات التي يصدرها الحيوانات، مما يساعد في تطوير قدراتهم اللغوية والتعبيرية.
الخاتمة
النص الشعري "دجاجتي" يعد نموذجًا تعليميًا بسيطًا ولكنه فعال في نفس الوقت، حيث يعكس أسلوب التعليم القديم الذي يركز على القيم البسيطة والمفاهيم اليومية للأطفال. النص لا يقتصر فقط على كونه شعراً للأطفال، بل يقدم لهم دروساً في الحياة اليومية، مما يجعله واحداً من النصوص التي أسهمت في تكوين شخصية الطفل المغربي في تلك الفترة.